الحق اسم عظيم من أسماء الله، وصفة دالة على كل أصناف العدل المطلوب. وحقيقة الابتلاء في هذا الوجود، هو شد وجذب بين التمسك بالحق حينا، والعدول عنه أحيانا، فالرجوع إلى الحق بعد تبينه، سلوك رفيع وخلق كريم، يوحي بالتواضع الفكري والتوازن النفسي، ويقمع غطرسة النفس، فيعترف بالخطأ ويأوي إلى الصواب.
وكلمة الحق جاءت حافلة بكثير من المعاني بين السور والآيات القرآنية الكريمة : كمعنى الأمر والواجب، المتضمن في سورة * العصر* ، إن الرجوع إلى الحق في القول والعمل يقي الأمة الإسلامية شر الفتن والمهالك، ويجنبها الفرقة والشتات . وإن كان هذا الأمر يبدو صعبا، فإنه شيء مطلوب في وقتنا الراهن، وهو مسؤولية الجميع - حكاما ومحكومين - كل حسب طاقته وموقعه. فالراجع إلى الحق بعد تبينه يكون من السباقين إلى ظل الله يوم القيامة كما جاء في الحديث الشريف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : * أتدرون من السابق إلى ظل الله يوم القيامة ؟*
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال : * الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سئلوه بذلوه، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم*..
قال تعالى : * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين *.
صدق الله العظيم